الفيتامينات ليست مجرد مكملات ثانوية، بل عناصر أساسية في عملية بناء جسم الطفل، سواء في العظام أو الجهاز المناعي أو الوظائف العصبية. ومع ذلك، فإن طريقة إعطائها وتوقيت استخدامها هما العاملان اللذان يحددان إن كانت ستعود بالنفع أو تتحول إلى عبء على صحة الطفل.
الفيتامينات ودورها في النمو
توضح الدكتورة عزة محمد الشافعى أستاذ الصيدلة الإكلينيكية بكلية الصيدلة جامعة الزقازيق، خلال تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”، أن الإفراط في تناول المكملات الغذائية، خاصة الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون مثل (A وD وE وK)، يؤدي إلى تراكمها في الجسم وظهور أعراض جانبية خطيرة. هذا ما يجعل من الضروري أن تكون قرارات الأهل مبنية على استشارة طبية دقيقة، لا على الاجتهاد الشخصي أو الإعلانات التجارية.
فالفيتامينات للأطفال أشبه بسلاح ذي حدين، قد تعوض نقصًا غذائيًا أو تسبب أذى بالغًا. القاعدة الذهبية التي تؤكدها دكتورة عزة هي، الجرعة الصحيحة، التوقيت المناسب، إشراف الطبيب. أي استهتار بهذه القواعد قد يحول المكمل من داعم للنمو إلى خطر يهدد صحة الطفل.
القواعد الذهبية لإعطاء الفيتامينات
تضع دكتورة عزة مجموعة من القواعد التي لا غنى عنها لأي أسرة ترغب في إعطاء الفيتامينات لأطفالها:
١- ضرورة الاستشارة الطبية
الطبيب أو الصيدلي هو المرجع الأول، فليس كل طفل بحاجة إلى مكملات. بعض الأطفال يحصلون على كل احتياجاتهم من الغذاء المتوازن دون أي داعٍ لإضافات.
٢- الالتزام بالجرعة المناسبة
الجرعة يجب أن تُحدد وفقًا لعمر ووزن الطفل، وأي تجاوز يؤدي لمضاعفات. مثلًا، زيادة فيتامين D قد تسبب ارتفاعًا مفرطًا في الكالسيوم وإصابة الكلى بمشاكل خطيرة.
٣- الحذر من الفيتامينات في شكل “gummy” أو حلوى
هذا الشكل الجذاب يزيد احتمالية أن يستهلك الطفل كميات كبيرة دون وعي، مما يضاعف خطر التسمم العرضي.
٤- تجنب التكرار في المكملات
إعطاء أكثر من منتج يحتوي على نفس الفيتامين يؤدي لتراكم مضر. مثال واضح هو الحديد زيادته تسبب تسممًا قد يتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا.
٥- التوقيت وشرب المياه
هناك أنواع يُفضل تناولها بعد الوجبات مثل فيتامين C أو الزنك لتجنب اضطراب المعدة، بينما الفيتامينات الذائبة في الدهون تحتاج وجبة تحتوي على دهون بسيطة لزيادة الامتصاص. ولا بد أن يصاحبها شرب مياه كافية لتقليل التهيج المعوي.
التداخل مع الأدوية
من أخطر الأخطاء تجاهل التفاعلات الدوائية. على سبيل المثال، فيتامين K قد يقلل من تأثير أدوية السيولة، والحديد يتعارض مع امتصاص الكالسيوم. لذلك يجب دومًا إبلاغ الطبيب بأي دواء يتناوله الطفل قبل وصف المكمل.
علامات الخطر التي تستدعي إيقاف المكمل
تحذر أستاذ الصيدلة من تجاهل بعض الأعراض التي قد تظهر على الطفل مثل الصداع المستمر، الإمساك الشديد، الغثيان، أو الطفح الجلدي. هذه العلامات قد تكون إنذارًا بتسمم فيتامينات أو حساسية، ويجب التوقف فورًا عن الاستعمال والرجوع للطبيب.
أضرار الإفراط على المدى الطويل
فيتامين A: يسبب جفاف الجلد واضطراب الكبد.
فيتامين D: يؤدي إلى ترسيب الكالسيوم في الكلى.
الحديد: يسبب تسممًا خطيرًا، خصوصًا لدى الأطفال صغار السن.
الكالسيوم: زيادته قد تعيق امتصاص عناصر أخرى وتسبب حصوات.
لذا شددت دكتورة عزة على أنه من الضروري أن يدرك الأهل أن إعطاء الطفل أي نوع من الفيتامينات يجب أن يتم تحت إشراف طبيب مختص، فاحتياجات الصغار تختلف باختلاف أعمارهم وحالتهم الصحية، وأي جرعة غير مناسبة قد تُسبب لهم مضاعفات غير متوقعة. لذلك، تُعد استشارة الطبيب خطوة أساسية لضمان أن يحصل الطفل على ما يحتاجه بالفعل دون زيادة أو نقص، وبطريقة آمنة تحمي نموه وصحته.