مرحلة ما قبل السكر هى حالة تشير إلى تجاوز مستويات السكر فى الدم عن الحد الطبيعى، لكنها لم تصل بعد إلى مرض السكر، وتُعتبر هذه الحالة بمثابة علامة تحذيرية، أو مقدمة لمرض السكر، ولكن يمكن علاجها عادة من خلال تعديلات نمط الحياة، والتي يمكن أن تمنع تطورها إلى داء السكر من النوع الثاني، ويُمكن أن يساعد التدخل المبكر الجسم على تحسين وظيفة الأنسولين، والحفاظ على توازن سكر الدم في نطاقه السليم، حسبما أفاد تقرير موقع “تايمز أوف انديا”.
وفيما يلى نستعرض 5 طرق فعالة لعلاج مرحلة ما قبل السكر للمساعدة فى عكس مسارها خلال فترة ثلاثة أشهر، مع العلم أن هذه الطرق ليست بديلاً عن الأدوية، ويجب اتباعها بالإضافة إلى الأدوية الموصوفة لك من قبل الطبيب إن وُجدت..
عادات الأكل الصحية
يعتمد ضبط سكر الدم بشكل كبير على تناول الأطعمة المناسبة، وينبغى أن يعتمد الناس فى نظامهم الغذائى على الأطعمة الطبيعية بدلًا من المصنعة، ويجب أن يتضمن النظام الغذائى المتوازن الكثير من الخضراوات والفواكه بكميات مدروسة، مع الحبوب الكاملة والأسماك قليلة الدهن والدجاج والمكسرات والبذور وزيت الزيتون كدهون صحية.
ويشهد الجسم ارتفاعًا سريعًا فى سكر الدم نتيجة تناول المشروبات السكرية والحلويات والخبز الأبيض والكربوهيدرات المكررة، ويساعد تناول وجبات متوازنة بكميات أصغر خلال أوقات مختلفة من اليوم على الحفاظ على استقرار مستويات السكر فى الدم، ويمكن للجسم التخلص من السكر الزائد بشرب كمية كافية من الماء، ويعزز هذا النهج الغذائى حساسية الأنسولين، مما يُمكن الخلايا من امتصاص السكر لإنتاج الطاقة.
ممارسة النشاط البدنى بانتظام
تُحسن التمارين الرياضية وظيفة الأنسولين، وتُقلل فى الوقت نفسه من تركيزات السكر فى الدم، وينبغى على الأشخاص ممارسة التمارين مثل المشى السريع أو ركوب الدراجات أو السباحة لمدة 30 دقيقة على الأقل لمدة خمسة أيام فى الأسبوع، كما ينبغى على الأشخاص الذين يبدأون ممارسة الرياضة أن يبدأوا بأنشطة خفيفة، قبل أن ينتقلوا إلى مستويات أكثر صعوبة.
ويساعد النشاط البدنى وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، الجسم على حرق الجلوكوز، مع تعزيز استجابة العضلات للأنسولين مما يقلل من مقاومته، كما تساعد التمارين الرياضية على التحكم فى مستويات السكر فى الدم، وتُعزز فقدان الوزن وتحمى صحة القلب والأوعية الدموية، وتُشير الجمعية الأمريكية للسكر إلى أن ممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا تُساعد الأشخاص المصابين بمرحلة ما قبل السكر على عكس حالتهم ومنع الإصابة بمرض السكر من النوع الثانى، ويُعد المواظبة على النشاط البدنى، إلى جانب اتباع نظام غذائى متوازن، أمرًا أساسيًا للوقاية من مرض السكر على المدى الطويل وتحسين الصحة العامة.
فقدان الوزن الزائد
إن وجود دهون زائدة فى الجسم، وخاصةً حول منطقة البطن، يُعيق عمل الأنسولين بشكل صحيح، حيث أن فقدان 5-7% من إجمالى وزن الجسم يُؤدى إلى تحسن كبير فى ضبط سكر الدم، كما أن تقليل دهون الكبد والعضلات من خلال فقدان الوزن يُحسن وظيفة الأنسولين، ويصبح الجسم أكثر حساسية للأنسولين عندما تصبح الخلايا أكثر استجابة، مما يؤدى إلى انخفاض مستويات الجلوكوز فى الدم، لذلك فإن الجمع بين التغذية الصحية وممارسة الرياضة بانتظام يُمكن الناس من فقدان الوزن بطريقة آمنة ودائمة، وتشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يبدأون فقدان الوزن بعد وقت قصير من تشخيص إصابتهم بمرحلة ما قبل السكري، يُحققون مستويات سكر دم طبيعية خلال الأشهر التالية.
إدارة التوتر والنوم
ترتفع مستويات السكر فى الدم بسبب إفراز هرمون الكورتيزول “التوتر”، والذى يقاوم الأنسولين، وتساعد تقنيات إدارة التوتر مثل ممارسة التأمل والتنفس العميق واليوجا على التحكم فى مستويات التوتر، مما يخفض بدوره مستويات السكر فى الدم.
كما يحتاج الناس إلى الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد كل ليلة، لأن قلة الراحة تجعل أجسامهم أقل حساسية للأنسولين، ويجب أن تهدف إلى الحصول على 7-8 ساعات من النوم المريح طوال الليل، واستشر طبيبك إذا كنت تعانى من صعوبات فى النوم، أو تشك فى إصابتك بانقطاع النفس النومى بسبب الشخير أو اللهاث أثناء الراحة، إن إدارة التوتر ومشكلات النوم تُمكن من الشفاء السريع من مرحلة ما قبل السكر، لأن هذه العوامل تؤثر على تنظيم هرمونات سكر الدم.
الفحوصات الدورية
يمكنك بمساعدة طبيبك الخاص مراقبة مستويات السكر فى الدم لتقييم تقدمك، وإجراء التغييرات اللازمة على خطة علاجك، وسيساعدك أخصائى التغذية فى وضع خطة شخصية، وتقديم دعم مستمر وفقًا لحالتك الصحية، ويصف الأطباء أدوية لتعزيز حساسية الأنسولين، عندما تفشل تعديلات نمط الحياة فى تحقيق نتائج.