أكد عدد من الخبراء أن “مرض شاجاس”، وهو مرض تنقله حشرات تسمى حشرات التقبيل “Kissing bug”، يعتبر الآن مرضاً متوطناً فى الولايات المتحدة.
ووفقا لتقرير نشره موقع الـ”CNN”، نقلا عن مجلة الأمراض المعدية الناشئة التابعة للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، تصنف منظمة الصحة العالمية داء شاجاس مرضًا استوائيًا مهملاً، رغم توطنه في 21 دولة أخرى في الأمريكتين، وباستثناء الولايات المتحدة، يعد داء شاجاس أحد الأسباب الرئيسية لأمراض القلب في أمريكا اللاتينية، ويُسبب إعاقات أكثر من الأمراض الأخرى التي تنتقل عن طريق الحشرات، حتى أكثر من الملاريا وزيكا.
ينتشر داء شاجاس على نطاق واسع عندما تلدغ حشرات الترياتومين، المعروفة باسم حشرات التقبيل، شخصًا أثناء نومه، حيث تتبرز الحشرة في تلك اللدغة أو على وجه الشخص، ويمسح الشخص ذلك البراز دون قصد في عينيه أو أنفه أو فمه، والذى يحمل طفيليًا يسمى المثقبية الكروزية، وهو المسبب للمرض، ويمكن أن ينتشر داء شاجاس أيضًا عن طريق الطعام الملوث أو الدم، أو عمليات زرع الأعضاء، أو الحمل.
وتشمل الأعراض المبكرة الحمى، وآلام الجسم، والصداع، والطفح الجلدي، والقيء، والتعب، وقد تستمر لأسابيع أو حتى أشهر بعد الإصابة الأولية، ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن حوالي 20% إلى 30% من الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى يصابون بمشاكل أكثر خطورة مثل أمراض الجهاز الهضمي والجهاز العصبي على المدى الطويل، أو قصور القلب، أو السكتة الدماغية، أو الوفاة.
وإذا تم اكتشاف المرض مبكرًا، يُمكن علاجه باستخدام علاجات للطفيليات، لكن فاعلية هذه الأدوية تقل كلما طالت مدة الإصابة، ويظل معظم الناس يجهلون إصابتهم بالمرض، وأشار التقرير الجديد إلى أن العديد من الأطباء لا يفكرون في البحث عنه لدى المرضى في الولايات المتحدة.
وفي الواقع يكتشف بعض الأشخاص المصابين بالمرض إصابتهم به بعد مرور بعض الوقت، عندما يتبرعون بالدم، حيث تقوم الولايات المتحدة باختبار إمدادات الدم الخاصة بها بحثاً عن مرض شاجاس منذ عام 2007.
ورغم محدودية المراقبة، تُقدّر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن حوالي 280 ألف شخص في الولايات المتحدة مصابون بداء شاجاس في أي وقت، ولا يعرف عدد المصابين بالنوع الأكثر خطورة من المرض، أو عدد الوفيات الناجمة عنه سنويًا.
كما أفاد تقرير جديد أن العلماء عثروا على حشرات التقبيل في 32 ولاية، تعيش هذه الحشرة الماصة للدماء في الغالب في الولايات الجنوبية الدافئة، ولكن مع تغير المناخ الذي أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة الملائمة للحشرات، هناك احتمال كبير لانتشارها على نطاق أوسع.