مع تزايد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا عقب إعلان واشنطن عن عمليات عسكرية بحرية في الكاريبي بذريعة مكافحة تهريب المخدرات، عاد إلى الواجهة سؤال أساسي: هل تملك كاراكاس القدرة على الدفاع عن نفسها إذا تحولت الأزمة إلى مواجهة عسكرية مباشرة؟
وأشارت صحيفة انفوباى الأرجنتينية إلى أنه حسب تقارير عسكرية، تمتلك فنزويلا واحدة من أكبر القوات المسلحة في أمريكا اللاتينية من حيث العدد، إذ يتجاوز قوامها 120 ألف جندي في الخدمة الفعلية، إضافة إلى قوات احتياط وحرس وطني يصل عددهم إلى مئات الآلاف، وتعتمد البلاد على ترسانة متنوعة تم الحصول عليها خلال العقدين الماضيين من روسيا، الصين وإيران.
في سلاح الجو، تُعد طائرات سوخوي-30 الروسية العمود الفقري، وهي قادرة على تنفيذ مهام دفاعية وهجومية متقدمة. كما عززت فنزويلا دفاعاتها الجوية عبر منظومات إس-300 الروسية، التي تشكل رادعًا مهمًا ضد أي هجمات جوية محتملة.
أما القوات البرية، فتملك دبابات من طراز T-72B1، ومدرعات روسية وصينية الصنع، إلى جانب وحدات صواريخ تكتيكية قصيرة المدى. وفي البحر، تعتمد البحرية الفنزويلية على فرقاطات وسفن دورية، إضافة إلى صواريخ مضادة للسفن، ما يمنحها قدرة دفاعية محدودة لكنها فعّالة في بيئتها الإقليمية.
أعلن الرئيس الفنزويلي مادورو ، عن تنظيم حملة كبرى لتنظيم وتعبئة قوى ميليشيا الدفاع الوطنى البوليفارى، وذلك ردا على ما وصفه بـ التهديدات القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تنفذ حاليا انتشارا عسكريا فى منطقة الكاريبى بالقرب من السواحل الفنزويلية.
وأشارت صحيفة الأونيبسيون الفنزويلية إلى أن الجمعة الماضية هو موعد التعبئة التي أعلن عنها الرئيس الفنزويلي ، كما أعلن مادورو عن أن العدد المشارك سيكون أكثر من 8 ملايين شخص والذين تم تسجيلهم مؤخرا ضمن النظام الدفاعى الوطنى ، بالإضافة إلى 4.5 مليون عنصر من الميليشيا الوطنية البوليفارية تم تدريبهم مسبقا.
ورغم هذه القدرات، يرى محللون أن الفجوة بين الجيش الفنزويلي والقوة العسكرية الأمريكية هائلة، إذ لا مجال للمقارنة من حيث التكنولوجيا أو حجم القوة. لكنهم يؤكدون أن أي تدخل أمريكي لن يكون بلا تكلفة، خاصة مع احتمالية دخول حلفاء فنزويلا على خط الأزمة، ما قد يفتح الباب أمام مواجهة إقليمية معقدة.
في النهاية، تبدو القوة الفنزويلية قادرة على الردع المحدود أكثر من قدرتها على خوض مواجهة طويلة الأمد مع واشنطن، وهو ما يجعل المشهد متوترًا ومفتوحًا على كل الاحتمالات.