يعاني ملايين الاشخاص من الحساسية، وغالبًا ما يربطونها بالعطس، حكة العيون، أو انسداد الأنف، لكن ما قد لا يعرفه الكثيرون أن هذه التفاعلات المناعية يمكن أن تمتد لتؤثر على الأذن، مسببة شعورًا بعدم الارتياح وأحيانًا ألمًا حادًا. هذا الارتباط لا يحدث صدفة، بل نتيجة شبكة معقدة تربط الأنف، الجيوب الأنفية، والحلق بقنوات دقيقة تصل مباشرة إلى الأذن.
كيف يحدث الألم؟
وفقًا لتقرير نشر في موقع Health، فإن رد الفعل التحسسي يثير التهابًا في بطانة الأنف والجيوب. وبما أن هذه الجيوب متصلة عبر قناتي استاكيوس، فإن أي انسداد أو تورم ينتقل أثره إلى الأذن. النتيجة قد تكون شعورًا بالضغط، امتلاء داخل الأذن، أو حتى طنين الأذن. بعض الحالات تتطور إلى تراكم سوائل خلف طبلة الأذن، مما يفتح المجال أمام عدوى الأذن ويؤدي إلى فقدان السمع المؤقت.
مظاهر الأعراض المرافقة
لا يقتصر الأمر على مجرد ألم خفيف، بل قد يشعر المريض أحيانًا بأصوات مكتومة، فرقعة متكررة عند البلع، أو حتى اختلال في التوازن. وفي حالات أكثر خطورة، تظهر أعراض عدوى الأذن الحادة مثل ارتفاع الحرارة، خروج إفرازات، وألم لا يزول بالمسكنات. من هنا يصبح من الضروري التمييز بين ألم عابر سببه الحساسية، وبين حالة عدوى تحتاج لتدخل طبي عاجل.
خيارات العلاج المتاحة
العلاج يبدأ من جذور المشكلة: تقليل شدة الحساسية. يمكن الاعتماد على غسولات الأنف المالحة لإزالة مسببات التحسس، أو استخدام بخاخات الستيرويد لتقليل الالتهاب.
مضادات الهيستامين، سواء كانت أقراص أو قطرات، تساعد كذلك في التخفيف من الأعراض. في الحالات المتكررة، يلجأ الأطباء إلى العلاج المناعي (حقن أو أقراص تحت اللسان) لتقليل حساسية الجهاز المناعي على المدى الطويل. أما إذا ظهرت عدوى الأذن، فقد يستدعي الأمر مضادات حيوية أو حتى إجراءات جراحية بسيطة لتصريف السوائل.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
من المهم طلب استشارة طبية إذا ظهر ألم شديد يوقظ المريض من النوم، أو في حال وجود إفرازات من الأذن، أو فقدان واضح في السمع. أيضًا، أي دوار شديد أو ضعف في عضلات الوجه يستدعي تدخلاً فوريًا. تجاهل هذه العلامات قد يؤدي إلى مضاعفات دائمة.
يتضح أن الحساسية ليست مجرد عطس أو انسداد أنف، بل يمكن أن تمتد آثارها إلى الأذن مسببة ضغط الأذن، طنين الأذن، وعدوى الأذن. الفهم المبكر لهذه العلاقة يساعد على حماية صحة الأذن وتجنب فقدان السمع.