تصاعد التوتر بين إسرائيل وإسبانيا بعد تصريحات رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، حول محدودية قدرة بلاده على وقف الحملة العسكرية الإسرائيلية فى غزة ، وما تبعها من اتهام مباشر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه وجه “تهديد إبادة جماعية نووية صارخ” ضد إسرائيل.
ووفقا لصحيفة لاراثون الإسبانية فإن سانشيز قال إن “إسبانيا لا تملك قنابل نووية ، ولا حاملات طائرات ولا احتياطيات نفطية كبيرة ، لا نستطيع وقف الهجوم الإسرائيلي، لكننا لن نتوقف عن المحاولة ، فهناك قضايا تستحق النضال حتى لو لم يكن بقدورنا كسبها بمفردنا”، جاءت كلماته في إطار الإعلان عن حزمة من تسعة إجراءات ضد إسرائيل، شملت حظرًا قانونيا على تصدير الأسلحة إليها، ومنع دخول الأشخاص المتورطين في “الإبادة في غزة” إلى إسبانيا، بالإضافة إلى حظر استيراد منتجات المستوطنات في الضفة الغربية.
وفسر مكتب نتنياهو هذه التصريحات باعتبارها تهديدا وجوديا، قائلاً: “قال سانشيز إن إسبانيا لا تستطيع وقف معركة إسرائيل ضد حماس لأنها لا تملك أسلحة نووية. هذا تهديد إبادة جماعية صارخ ضد الدولة اليهودية الوحيدة في العالم”. وأضاف البيان مقارنات تاريخية مثيرة للجدل، متهماً سانشيز بامتداد “إرث محاكم التفتيش الإسبانية وطرد اليهود والمحرقة”.
ورغم ذلك، شدد سانشيز في خطابه على أن إسبانيا “تدعم دائمًا حق إسرائيل في الوجود وأمنها وازدهارها”، وأضاف ما تقوم به إسرائيل في غزة “ليس دفاعًا عن النفس ولا مجرد هجوم، بل إبادة لشعب “، مشيرًا إلى أن عدد القتلى تجاوز 63 ألفًا، فيما يواجه ربع مليون شخص خطر المجاعة.
في المقابل، أعلن نتنياهو توسيع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، مؤكدًا رفضه القاطع لأي حديث عن إقامة دولة فلسطينية.
ويعكس التصعيد الأخير عمق الهوة بين مدريد وتل أبيب منذ اعتراف الحكومة الإسبانية بدولة فلسطين في مايو 2024، وتبنيها سياسة أكثر صرامة ضد العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة منذ قرابة عامين.