كشفت وسائل إعلام أمريكية ملامح خطة “ريفييرا غزة” التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أشهر، ولاقت رفضاً عربياً ودولياً واسعاً، حيث أشارت إلى أن الرئيس الأمريكي يري أن تفريغ القطاع من سكانه شرطا لبدء عملية إعادة الإعمار وتدشين حياة أفضل لأهالي غزة علي حد وصفه في مناسبات عدة.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن الخطة الأمريكية المكونة من 38 صفحة تتضمن العديد من التفاصيل بمقدمتها تقديم منح لأهالي القطاع للمغادرة الطوعية، وكذلك تحول القطاع إلى “وصاية” تديرها الولايات المتحدة لمدة لا تقل عن 10 سنوات، مع تحويل غزة إلى منتجع سياحى لامع ومركز تصنيع وتكنولوجيا عالية.
وذكرت الصحيفة، أن ترامب و”الشركاء الدوليين”، الذين لم تحدد هويتهم، يناقشون خططاً لبناء ريفيرا الشرق الأوسط على أنقاض غزة، والتى من شأنها أن تؤسس لسيطرة أمريكية وتدفع للفلسطينيين أموالاً للمغادرة.
اقرأ أيضاً..
أكثر من نصف الأمريكيين يعارضون خطط ريفييرا ترامب بغزة.. استطلاع: 64% من الأمريكيين يعارضون مخطط التهجير
وفيما يتعلق بالتفاصيل، ذكرت الصحيفة أن الخطة تحدثت عن موقع غزة “عند مفترق طرق” لما سيصبح منطقة “موالية لأمريكا”، مما يمنح الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى موارد الطاقة والمعادن الأساسية، ويشكل مركزًا لوجستيًا للممر الاقتصادى بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا الذى تم الإعلان عنه لأول مرة خلال إدارة بايدن، لكنه توقف بسبب حرب إسرائيل على غزة.
ووفقا للخطة، فإن الإدارة الأمريكية ستنشئ صندوقاً ائتمانياً لتوطين سكان غزة بالخارج والداخل. وستبدأ إعادة إعمار غزة بإزالة كميات هائلة من الحطام والذخائر غير المنفجرة، إلى جانب إعادة بناء المرافق والشبكة الكهربائية.
وذكرت “واشنطن بوست” أن كل من يملك أرضا سيحصل على “رمز رقمي” أو “توكين” مقابل حقوق إعادة تطوير ممتلكاته، مضيفة أن كل فلسطينى يغادر سيحصل على خمسة آلاف دولار نقدا وإعانات مالية لتغطية إيجار أربع سنوات، وسيحصلون أيضا على الطعام لمدة عام.
وستكون الحدود الشرقية لغزة مع إسرائيل منطقة صناعية “ذكية”، تضم شركات سيارات كهربائية أمريكية ومراكز بيانات إقليمية لخدمة إسرائيل ودول الخليج العربى. وستخصص الواجهة البحرية الغربية لغزة لـ”ريفييرا غزة ترامب”، التى تضم “منتجعات عالمية المستوى” مع إمكانية إنشاء جزر اصطناعية شبيهة بتلك التى على شكل نخلة والمبنية قبالة مدينة دبى الإماراتية.
لا يفوتك..
التهجير القسرى الأمريكانى.. 149 عاما على عزل الهنود الحمر
وفى قلب القطاع، بين المنتجعات المطلة على الواجهة البحرية والمنطقة الصناعية – التى تتوقع الخطة أن توفر مليون فرصة عمل – سيتم تشييد مبانٍ سكنية تصل إلى 20 طابقًا فى ست إلى ثمانى مدن ذكية ديناميكية وحديثة ومدعومة بالذكاء الاصطناعى. ستشمل المناطق متعددة الاستخدامات “مساكن، ومراكز تجارية، وصناعات خفيفة، ومرافق أخرى، بما فى ذلك عيادات ومستشفيات ومدارس وغيرها”، تتخللها “مساحات خضراء، بما فى ذلك أراضٍ زراعية وحدائق وملاعب جولف”.
وسيُعرض على العائلات الغزية التى تبقى، أو تغادر ثم تعود بعد اكتمال المناطق السكنية لتبادل رموز أراضيها، ملكية شقق جديدة بمساحة 1800 قدم مربع، تقدرها الخطة بـ 75 ألف دولار للشقق.