يُعد قصور القلب المفاجئ والوفاة القلبية حدثين عشوائيين وغير متوقعين، ومع ذلك، لا تزال الأبحاث والمبادئ التوجيهية الدولية لأمراض القلب توضح الفئات الأكثر عرضة للخطر، ومن بين العوامل الرئيسية لهاتين الحالتين الإصابة بداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، والالتهابات الفيروسية، بما في ذلك التهاب عضلة القلب، حيث يزيد كل عامل من هذه العوامل من خطر الإصابة باضطرابات نظم وقصور القلب، والنوبات القلبية المميتة، حسبما أفاد تقرير موقع “تايمز أوف انديا”.
كيف يزيد مرض السكر من خطر الإصابة بقصور القلب؟
يُعرف داء السكر بأنه مرض وعائي، وليس مجرد مرض أيضي، ويُسرع داء السكري من تراكم لويحات دهنية في جدران الشرايين، مما قد يُقلل في النهاية من تدفق الدم إلى حد ضئيل ويُسبب الجلطات، كما يُساهم في خلل وظائف الأوعية الدموية الدقيقة، عندما تعجز أصغر الأوعية الدموية في القلب عن توصيل الأكسجين الكافي، وفي النهاية قد يصل الأمر للإصابة بقصور القلب.
المشكلة هي أن مرض السكر يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، وعدم انتظام ضربات القلب، وقصور القلب بشكل كبير مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكر.
دور ارتفاع ضغط الدم
إذا كان مرض السكر يُسرع في صمت من أمراض القلب والأوعية الدموية، فإن ارتفاع ضغط الدم هو التهديد الأكثر ضجيجًا واستدامة، فارتفاع ضغط الدم مع مرور الوقت، يُسبب إجهادًا أكبر للقلب، مما يؤدي إلى تمدد البطين الأيسر وزيادة سمكه، وتضخم البطين الأيسر رغم أن هذا الأمر يُعد استجابة تكيفية في البداية، إلا أنه يؤدي في النهاية إلى تصلب عضلة القلب واضطراب التوصيل الكهربائي، مما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في قابلية الإصابة باضطرابات نظم القلب والفشل القلبي.
وتُشدد إرشادات الجمعية الأوروبية لضغط الدم في عام 2024 توصياتها للمرضى المعرضين للخطر، حيث إن النطاق الآمن لضغط الدم هو 120-129/70-79 ملم زئبق، وقد أظهرت التجارب السريرية أن خفض ضغط الدم إلى هذا النطاق يرتبط بانخفاض كبير في خطر الإصابة بقصور القلب والوفاة القلبية المفاجئة، وبالنسبة للمرضى الذين يعانون من عوامل خطر متعددة، مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم، يُعد تحقيق هذه الدرجة من التحكم والحفاظ عليها أمرًا بالغ الأهمية للوقاية من المخاطر.
العدوى الفيروسية والفشل المفاجئ
إلى جانب الأمراض المزمنة، أصبحت العدوى الفيروسية أسبابًا قوية لقصور القلب الحاد، ويمكن أن تسبب عدوى مثل التهاب عضلة القلب أو كوفيد-19 التهابًا في عضلة القلب، مما يُضعف قدرتها على ضخ الدم ويؤثر على إيقاعها الكهربائي، ويمكن أن يؤدي التهاب عضلة القلب الفيروسي إلى قصور قلبي حاد أو مُفاجئ حتى لدى الأشخاص الأصحاء، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض سابقة مثل داء السكر وارتفاع ضغط الدم، تتضاعف المخاطر، لأن القلب المُجهد أصلًا قد لا يكون قادرًا على تحمل الهجوم الالتهابي الإضافي.
تُلفت التقارير المصاحبة الصادرة عن الكلية الأمريكية لأمراض القلب (ACC) والجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESC) الانتباه إلى ارتفاع معدلات عدم انتظام ضربات القلب، والسكتة القلبية المفاجئة، والتلف المزمن للقلب لدى الأشخاص المصابين بعدوى فيروسية، وقد دفعت هذه الأدلة التوجيهات الدولية إلى التوصية بزيادة المراقبة، بما في ذلك التصوير التشخيصي المبكر، واختبار المؤشرات الحيوية، والمتابعة الدقيقة للمرضى الذين يعانون من أعراض مثل، ألم في الصدر أو خفقان أو ضيق في التنفس بعد الإصابة بعدوى فيروسية، حيث يعد التشخيص والعلاج في وقت مبكر لالتهاب عضلة القلب الفيروسي أمرًا بالغ الأهمية للوقاية.
طرق الوقاية
الإصابة بالحالات الثلاثة (داء السكري وارتفاع ضغط الدم والعدوى الفيروسية) يؤثر بشل كبير على صحة القلب ويكون في أضعف حالاته عند تضافر عوامل الخطر هذه، وهناك 3 نصائح للوقاية من قصور القلب المفاجئ وفقًا للإرشادات العالمية لأمراض القلب.. على النحو التالى:
السيطرة الشاملة على مرض السكري وارتفاع ضغط الدم من خلال نهج متعدد العوامل يجمع بين عادات نمط حياة صحية ونظام غذائى صحى ومتوازن وممارسة نشاط بدنى مع الالتزام بالأدوية الموصوفة من الطبيب، وذلك للسيطرة على مستويات سكر ضغط الدم وكذلك مستويات صحية من الكوليسترول.
يساعد أيضًا التعرف المبكر على التهاب عضلة القلب الفيروسي وإدارته في الوقاية من المخاطر المحتملة.
إجراء فحوصات منتظمة للمرضى الأكثر عرضة للخطر للكشف عن مشكلات محتملة للقلب.