اخبار نيوز : لو ضغطك بينخفض وأنت واقف اعرف الأسباب وطرق الوقاية

تلك الموجة المفاجئة من الدوخة أو الدوار بعد النهوض من الكرسى أو السرير أمر يُعانى منه الجميع تقريبًا فى مرحلة ما، وبالنسبة لمعظم الناس، لا تستمر سوى بضع ثوان وتزول من تلقاء نفسها، ولكن لدى البعض، قد ينخفض ​​ضغط الدم بشكل حاد ويبقى منخفضًا لمدة دقيقة أو أكثر بعد الوقوف، وهذه الحالة، تعرف باسم انخفاض ضغط الدم الانتصابي، حسبما أفاد تقرير موقع “هارفارد هيلث”.

وهذه الحالة قد تكون أكثر من مجرد إزعاج، بل تزيد من خطر السقوط والإصابات والمضاعفات طويلة الأمد، وخاصةً لدى كبار السن، ويزداد شيوع انخفاض ضغط الدم الانتصابي مع التقدم في السن والضعف، ورغم إغفاله في كثير من الأحيان، إلا أنه يصيب واحدًا من كل عشرة أشخاص مصابين بارتفاع ضغط الدم، وهى حالة شائعة بين كبار السن تحديدًا، وبما أن ما يقرب من ثلاثة من كل أربعة أشخاص فوق سن الستين يعانون من قراءات ضغط دم أعلى من 130/80 ملم زئبق، فإن التداخل بين ارتفاع ضغط الدم وانخفاض ضغط الدم الانتصابى كبير.

فهم تنظيم ضغط الدم عند الوقوف وتحدياته

آلية العمل بسيطة ودقيقة، عندما يقف الشخص، تسحب الجاذبية الدم إلى أسفل باتجاه الساقين والبطن، مما يُحدث تحولًا مفاجئًا فى الدورة الدموية، وكما ذكرت دراسة أجرتها جامعة هارفارد الصحية، فإن هذا التحول يُقلل لفترة وجيزة من كمية الدم العائدة إلى القلب، وبالتالى يُقلل من إمداد الدماغ بالدم المُؤكسج، مما قد يُضعف اليقظة والتوازن مؤقتًا.

وعادةً، تكتشف مستشعرات الضغط المتخصصة في شرايين الرقبة وبالقرب من القلب هذا التغيير فورًا تقريبًا، وتُحفز هذه المستشعرات رد فعل يُحفز القلب على النبض بشكل أسرع والأوعية الدموية على الانقباض، مما يدفع الدم إلى أعلى لاستعادة التوازن والحفاظ على وظائف الدماغ السليمة، ومع تقدم العمر، قد تفقد هذه المستشعرات حساسيتها، وتتباطأ الاستجابة التصحيحية للجسم، ويبقى ضغط الدم منخفضًا عن المعدل الطبيعى لفترة أطول من المعتاد.

ويُفسر هذا التأخر فى الاستجابة الدوار وعدم الثبات، وحتى الإغماء، الذي يعاني منه بعض الأشخاص عند الوقوف، مما يجعل كبار السن أكثر عرضة للسقوط والإصابات المرتبطة به.

وتشمل الأسباب الشائعة الأخرى ما يلي

الأدوية.. يمكن لمدرات البول، وحاصرات بيتا، وحاصرات قنوات الكالسيوم، ومضادات الاكتئاب، والأدوية المستخدمة لعلاج تضخم البروستاتا أن تعمل جميعها على خفض ضغط الدم بشكل كبير.

الأمراض المزمنة.. مثل مرض السكر، ومرض باركنسون، وبعض اضطرابات الأعصاب تؤثر على قدرة الجسم على تنظيم ضغط الدم.

الجفاف.. يؤدي انخفاض مستويات السوائل إلى تقليل حجم الدم، مما يزيد من احتمالية حدوث انخفاض في الضغط.

الراحة في الفراش لفترات طويلة.. تؤدي فترات طويلة من عدم النشاط إلى إضعاف ردود فعل الدورة الدموية في الجسم.

الأكثر عرضة لخطر انخفاض ضغط الدم الانتصابي

يمكن أن يؤثر انخفاض ضغط الدم الانتصابي على أي شخص، ولكن بعض المجموعات تواجه خطرًا أعلى، بما في ذلك كبار السن، والأفراد المصابين بمرض السكر، وأمراض القلب، والاضطرابات العصبية، أو أولئك الذين يتناولون بعض الأدوية التي تؤثر على تنظيم ضغط الدم.

كبار السن.. يؤدي التقدم في السن إلى جعل أجهزة استشعار ضغط الدم أقل استجابة، ويصبح كبار السن أكثر عرضة لتناول العديد من الأدوية التي تؤثر على الدورة الدموية.

الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.. ومن المفارقات أن أولئك الذين يتلقون العلاج بالفعل من ارتفاع ضغط الدم هم أكثر عرضة للخطر، لأن خفض ضغط الدم بشكل حاد يمكن أن يؤدي إلى تضخيم الانخفاض أثناء الوقوف.

الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة.. مثل مرض السكر، أو قصور القلب، أو الحالات العصبية تتداخل مع تنظيم ضغط الدم في الجسم.

المعرضون للجفاف.. الأشخاص الذين يستهلكون كمية قليلة من الماء هم أكثر عرضة للإصابة بالجفاف.

يكمن الخطر الأكبر في السقوط، الذي قد يؤدي إلى كسور وإصابات في الرأس وإعاقة طويلة الأمد.

استراتيجيات فعالة لإدارة ومنع مضاعفات انخفاض ضغط الدم الانتصابي

على الرغم من أن الحالة قد تكون مزعجة، إلا أن هناك طرق فعالة لإدارتها ومنع المضاعفات:

حافظ على رطوبة جسمك.. اشرب الماء بانتظام طوال اليوم للحفاظ على سيولة الدم.

تناول وجبات أصغر حجمًا.. فالوجبات الكبيرة قد تُحول الدم إلى الجهاز الهضمي، مما يُسبب انخفاض ضغط الدم بعد الوجبة، ويُساعد اختيار وجبات أصغر حجمًا ومتوازنة على تقليل الانخفاض المفاجئ في ضغط الدم.

استخدم جوارب الضغط.. تعمل الجوارب التي تصل إلى الفخذ أو الخصر على تحسين تدفق الدم عن طريق منع تجمع الدم في الساقين.

انهض بحذر.. انتقل ببطء من الاستلقاء إلى الجلوس، ومن الجلوس إلى الوقوف، قبل النهوض من السرير، ادفع ساقيك عدة مرات لتنشيط الدورة الدموية.

مراجعة الأدوية.. إذا كان انخفاض ضغط الدم الانتصابي متكررًا، فغالبًا ما يقوم الأطباء بإعادة تقييم الوصفات الطبية لتقليل أو استبدال الأدوية التي تؤدي إلى تفاقم الحالة.

حافظ على نشاطك.. إن ممارسة النشاط البدني المنتظم يقوي القلب ويحسن الدورة الدموية، مما يساعد الجسم على الاستجابة بشكل أكثر فعالية للتغيرات في الوضعية.