يسمع الكثير من الآباء من معلمي أبنائهم جملة متكررة: طفلك لا يستطيع الجلوس ساكنًا في الفصل، وهو ما قد يثير القلق حول قدرته على التركيز والتعلم، وبينما يعد التململ والحركة جزءًا طبيعيًا من سلوك الأطفال، إلا أن الصعوبة المستمرة في البقاء بهدوء داخل الفصل قد تؤثر على مستواهم الدراسي، وتضعف من قدرتهم على المشاركة الفعالة في الأنشطة التعليمية، وفقا لموقع children .
تتنوع الأسباب التي تجعل الطفل غير قادر على الجلوس ساكنًا، ما بين عوامل جسدية وحسية ونفسية وسلوكية، وصولًا إلى أسباب تتعلق بالملل أو قلة النشاط البدني.
أسباب شائعة وراء صعوبة الجلوس ساكنًا
1. مستويات الطاقة العالية
الأطفال في سنواتهم الدراسية الأولى يتمتعون عادةً بطاقة هائلة، الجلوس لفترات طويلة في مكان واحد يمثل تحديًا لهم، إذ يشعرون بحاجة ملحة إلى الحركة والتفاعل.
2. صعوبات المعالجة الحسية
بعض الأطفال لديهم حساسية زائدة تجاه الأصوات أو الروائح أو الإضاءة، بينما يسعى آخرون إلى تحفيز حسي مستمر عبر الحركة هذه التحديات تجعل الجلوس الساكن أمرًا غير مريح.
3. اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)
يُعتبر من أكثر الأسباب شيوعًا، الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة يواجهون صعوبة في التحكم بانفعالاتهم، ويحتاجون إلى الحركة بشكل متكرر حتى خلال الأنشطة التي تتطلب تركيزًا وجلوسًا هادئًا.
4. ضعف قوة العضلات والتحكم في الوضعية
الأطفال الذين يعانون من ضعف عضلي أو قلة في التحكم بالجلوس يشعرون بالتعب بسرعة، فيميلون إلى تغيير وضعياتهم بشكل متكرر بحثًا عن الراحة.
5. قلة النشاط البدني
حين لا يحصل الطفل على وقت كافٍ للعب والركض، تتراكم لديه طاقة زائدة تظهر على شكل تململ أو حركات لا إرادية داخل الفصل.
6. الملل أو عدم الارتباط بالدرس
قد يكون السبب ببساطة هو أن الدرس لا يثير اهتمام الطفل، أو أنه يجد المحتوى سهلًا جدًا أو صعبًا جدًا، فيبحث عن بديل عبر الحركة أو الانشغال بأمور أخرى.
طرق التعامل مع الطفل كثير الحركة؟
فترات راحة حسية: إدخال فواصل قصيرة للحركة بين الدروس أو أثناء أداء الواجبات المنزلية يساعد على تفريغ الطاقة.
تقوية عضلات الجذع: عبر أنشطة مثل التسلق أو اليوجا أو التمارين الحركية التي تعزز قدرة الطفل على الجلوس مستقيمًا لفترات أطول.
الأدوات الحسية: مثل ألعاب التململ التي توفر بديلًا آمنًا للحركة داخل الفصل.
تهيئة بيئة صديقة للحواس
عبر تقليل الضوضاء والإضاءة القوية، مما يجعل الطفل أكثر راحة أثناء الجلوس.
زيادة النشاط البدني اليومي
من خلال الرياضة والألعاب الحركية قبل المدرسة وبعدها، أو دمج أنشطة بدنية قصيرة داخل اليوم الدراسي.
من المهم أن يدرك الأهل أن صعوبة الجلوس ساكنًا لا تعني بالضرورة وجود مشكلة خطيرة، لكنها قد تكون مؤشرًا على حاجة الطفل إلى دعم إضافي في تنظيم سلوكه أو تحسين قوته الجسدية أو حتى زيادة الحافز الدراسي.