توضح الدكتورة رشا رفاعي، أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد وعميد كلية الطب بجامعة حلوان، أن فكرة المنظار تغيّرت تمامًا في السنوات الأخيرة، فلم يعد الإجراء كما كان من قبل مليئًا بالصعوبات والتحضيرات المرهقة، بل أصبح أبسط وأسرع بفضل التقدم الكبير في الأجهزة الطبية وتدريب الأطباء على تقنياته سواء لأغراض التشخيص أو العلاج.
كيف كان التحضير قديمًا؟
في الماضي، كان تجهيز المريض للمنظار تجربة طويلة ومعقدة، تستغرق ما بين 3 إلى 4 أيام، كان المطلوب تنظيف الجهاز الهضمي كليًا من أي بقايا للطعام أو الفضلات، وأي خطأ صغير أو بقايا غير ملحوظة كان قد يؤدي إلى إلغاء العملية وإعادتها من البداية.
هذا الأمر سبّب توترًا كبيرًا للمرضى، وأجّل تشخيص حالات كثيرة كانت تحتاج لسرعة التدخل.
التطور الكبير في البروتوكولات
اليوم، تغيرت الصورة بشكل ملحوظ، أصبحت فترة التحضير لا تتجاوز 24 ساعة فقط، وذلك بفضل البروتوكولات الحديثة والأدوية الملينة الفعّالة التي تنظف الجهاز الهضمي بكفاءة عالية.
لم يعد المريض مضطرًا للحرمان الطويل من الطعام، بل أصبح بإمكانه تناول بعض المشروبات والسوائل الخفيفة خلال فترة الإعداد، مما أزال حاجز الخوف وجعل الإجراء مقبولًا بدرجة أكبر.
ما الذي يمكن للمريض تناوله؟
خلال يوم التحضير، يُسمح بتناول:
مشروبات فاتحة مثل عصير التفاح أو المياه الغازية الشفافة.
أعشاب طبيعية مثل اليانسون أو النعناع.
سوائل خفيفة سهلة الهضم.
مياه نقية بكميات كافية للحفاظ على الترطيب.
أما الأطعمة الثقيلة أو المشروبات الداكنة، مثل الشاي الثقيل أو القهوة أو العصائر الكثيفة، فيُفضَّل الابتعاد عنها لأنها تبقى فترة أطول في الأمعاء وتؤثر على وضوح الرؤية داخل المنظار.
أنواع المناظير والتحضير لكل منها
منظار المعدة: لا يحتاج إلا لصيام بضع ساعات فقط قبل الموعد، وهو ما يجعله بسيطًا وسهلًا نسبيًا.
منظار القولون: كان يُعتبر الأصعب من حيث الإعداد، لكن مع الأدوية الحديثة أصبح أكثر راحة وسرعة.
وتكمن أهمية المنظار في دقته العالية، إذ تصل نسبة نجاحه في التشخيص إلى أكثر من 90%، مما يجعله أداة لا غنى عنها للكشف عن أمراض المعدة والقولون وعلاجها في وقت مبكر.
نصائح أساسية قبل المنظار
لضمان مرور التجربة بسلام، ينصح الأطباء المريض بالالتزام بعدة أمور مهمة:
اتباع تعليمات الطبيب بدقة فيما يتعلق بالمشروبات والملينات.
تجنّب الأطعمة الثقيلة أو صعبة الهضم قبل الموعد.
شرب كميات كافية من الماء والسوائل الصافية خلال يوم التحضير.
العودة إلى الطعام تدريجيًا بعد الإجراء، مع البدء بوجبات خفيفة وسهلة الهضم.
مراجعة الطبيب فورًا إذا ظهرت أعراض غير طبيعية مثل نزيف أو آلام قوية.
المنظار اليوم ليس كما كان في السابق، لم يعد مرعبًا ولا مرهقًا، بل أصبح إجراءً روتينيًا وآمنًا يساعد على التشخيص الدقيق والعلاج الفعّال في وقت قصير. الفضل يعود للتقنيات الحديثة، والأدوية المطورة، والبروتوكولات المرنة التي جعلت تجربة المريض أسهل بكثير.
ومع الالتزام بالتعليمات الطبية، يمكن لأي شخص أن يجري المنظار دون قلق، وأن يستفيد من نتائجه الدقيقة في الحفاظ على صحته.
دكتورة رشا الرفاعى عميد طب حلوان