اخبار نيوز : علامات مبكرة لانسداد الشرايين لدى المراهقين وطرق الوقاية

لم تعد أمراض القلب مصدر قلق لكبار السن فحسب، حيث يكشف تقرير جمعية القلب الأمريكية أن انسداد الشرايين يُشخص بشكل متزايد لدى المراهقين والشباب، نتيجة لعادات نمط الحياة السيئة، وتزايد حالات السمنة، والمخاطر الوراثية، والشرايين مهمة لنقل الدم، ولكن عند انسدادها بالدهون والكوليسترول واللويحات، فإنها تُعيق الدورة الدموية وتُسبب ضغطًا على القلب، وفقًا لتقرير موقع “تايمز أوف انديا”.

بالنسبة للمراهقين، قد يؤدي انسداد الشرايين إلى عواقب وخيمة طويلة المدى إذا تم تجاهل الأعراض، وقد يُشير ألم الصدر غير المبرر، أو الإغماء، أو التعب إلى مشكلات في القلب في مراحل مبكرة، لذلك يُعد التعرف على هذه العلامات واتخاذ التدابير الوقائية أمرًا بالغ الأهمية لحماية صحة القلب لدى المراهقين والوقاية من المخاطر في المستقبل.

لماذا تتزايد حالات انسداد الشرايين لدى المراهقين والشباب؟

لطالما اعتُبرت أمراض القلب حالة تُصيب كبار السن في المقام الأول، ولكن اليوم، يُشخص انسداد الشرايين لدى المراهقين والشباب بوتيرة متزايدة، وهذا التغيير مُقلق، لأن الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في سن مبكرة لا تُقلل من جودة الحياة فحسب، بل تزيد أيضًا من خطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة لاحقًا، وتلعب الشرايين دورًا أساسيًا في نقل الدم من القلب إلى باقي أجزاء الجسم، ووفقًا لدراسة نُشرت في المعاهد الهندية للصحة، عندما تضيق هذه الأوعية أو تُسد بالدهون والكوليسترول ومواد أخرى، يقل تدفق الدم، مما يزيد الضغط على القلب.

في الماضي، كانت تتطور هذه الحالة ببطء على مدى عقود، ولكن مع عادات نمط الحياة السريعة والسيئة، مثل قلة النشاط البدنى والجلوس لفترات طويلة، والإفراط في تناول الأطعمة المصنعة والسريعة، والتدخين، والتدخين الإلكتروني، والتوتر غير المسيطر عليه، قد سرّعت هذه العملية بشكل ملحوظ.

وتشمل العوامل المساهمة الأخرى ارتفاع معدلات السمنة لدى الأطفال، وداء السكري من النوع الثاني، والاستعداد الوراثي لأمراض القلب والأوعية الدموية، وبالنسبة لبعض المراهقين، فإن التاريخ العائلي لأمراض القلب يجعلهم أكثر عرضة للإصابة، خاصةً عند اقترانه بأنماط حياة غير صحية، وتفسر هذه المخاطر مجتمعة لماذا لم تعد أمراض القلب مصدر قلق بعيد لكبار السن، بل أصبحت واقعًا متزايدًا لدى جيل الشباب.

علامات التحذير المبكرة لانسداد الشرايين وأمراض القلب التي يجب على المراهقين والشباب عدم تجاهلها أبدًا

لا يتوقع معظم المراهقين مواجهة مشكلات في القلب، مما يُسهل تجاهلهم لعلامات الإنذار المبكرة، ومع ذلك، يجب عدم إغفال بعض الأعراض لانسداد الشرايين.. على النحو التالى:

ألم الصدر غير المبرر.
التعب غير المعتاد بعد القيام بنشاط خفيف.
خفقان القلب.
الدوار.
صعوبة التنفس.
كما يُعد الإغماء علامة تحذيرية أخرى قد تُشير إلى انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ.

وفي حالات نادرة، تُعد السكتة القلبية المفاجئة لدى الشباب أول علامة على وجود مشكلة قلبية كامنة، مما يُبرز أهمية الوعي.

وتُعدّ الفحوصات الطبية الدورية بالغة الأهمية للمراهقين الذين لديهم عوامل خطر متعددة أو تاريخ عائلي لأمراض القلب والأوعية الدموية، إن التعرف على هذه الأعراض ومعالجتها في مرحلة مبكرة يُمكن أن يُجنب عواقب وخيمة.

طرق تشخيص انسداد الشرايين لدى المراهقين

تُمكّن التطورات في طب القلب الأطباء من تشخيص انسدادات الشرايين في مرحلة مبكرة أكثر من أي وقت مضى، وقد يخضع المراهقون الذين تظهر عليهم أعراض مقلقة لمجموعة من الفحوصات التشخيصية، مثل تخطيط كهربية القلب، وتخطيط صدى القلب، واختبار الجهد على جهاز المشي، وتصوير الأوعية التاجية المقطعي المحوسب، أو تحليل الدهون.

وفي الحالات المعقدة، يظل تصوير الأوعية التاجية التقليدي هو المعيار الأمثل لتحديد شدة الانسداد وموقعه بدقة.

طرق العلاج

يعتمد العلاج على خطورة الحالة، وغالبًا ما يكون نمط الحياة والأدوية هما خط العلاج الأول، حيث تُوصف أدوية لخفض الكوليسترول، وضبط ضغط الدم، وتقليل خطر الجلطات، وفي الحالات الأكثر شدة، قد يُجرى رأب الوعاء، حيث يُستخدم بالون صغير لتوسيع الشريان، وتُوضع دعامة لإبقائه مفتوحًا، ونادرًا ما يلزم إجراء جراحة مجازة الشريان التاجي (CABG) في حالة انسداد شرايين متعددة بشدة، تُستخدم أيضًا بعض الأساليب المتقدمة، مثل التدوير (إجراء لإزالة اللويحة المتصلبة) والدعامات المُغلفة بالأدوية، لضمان نتائج تدوم طويلًا، ورغم فعالية هذه العلاجات العالية، يبقى الهدف منع حدوث الانسدادات من الأساس.

استراتيجيات الوقاية لحماية صحة القلب لدى المراهقين

الوقاية هي أقوى وسيلة لمنع انسداد الشرايين لدى المراهقين والشباب وذلك من خلال إتباع عادات صحية للقلب في مرحلة مبكرة من الحياة يمكن أن يُقلل من خطر الإصابة بشكل كبير.. ويشمل ذلك:

– إتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات قليلة الدهون والدهون الصحية، مع الحد من تناول الأطعمة السكرية والمصنعة.

– ممارسة النشاط البدني بانتظام أمر بالغ الأهمية، سواءً من خلال الرياضة أو المشي أو ركوب الدراجات أو غيرها من أشكال التمارين الرياضية.

– تجنب العادات الضارة كالتدخين، والتدخين الإلكتروني، أمر بالغ الأهمية لحماية صحة القلب.

– إتباع أساليب إدارة التوتر.

– الحصول على قسط كافٍ من النوم.

– الحفاظ على وزن صحي.

– كما تُوفر الفحوصات الوقائية والفحوصات الطبية الدورية مستوى إضافيًا من الأمان، مما يُساعد على اكتشاف المشكلات المحتملة قبل تفاقمها.