أكدت الدكتورة عبير فوزى رئيسة قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية، خلال ندوة تكريم الراحل هناء عبد الفتاح بفعاليات الدورة 32 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي أن المهرجان يمثل بالنسبة لجيلها قيمة كبيرة، وقالت: فقد نشأنا وتربينا من خلاله، وكنت قد شاركت في أولى دوراته ممثلة في مسرحية الطوق والإسورة، واليوم أشعر بسعادة خاصة لكوني أشارك في ندوة عن أستاذي الدكتور هناء عبد الفتاح، تلك القامة العلمية والإنسانية التي أدين لها بالكثير.
وأضافت: كانت علاقتى بالدكتور هناء عبد الفتاح علاقة علمية وإنسانية عميقة؛ فقد كنت طالبة وهو أستاذ كبير بالمعهد، وتخرجت على يديه، وتعلمت منه كيف يوجه الطالب ويحتويه، وكان دائمًا في عروضه الفنية يبحث عن الدوافع الإنسانية العميقة وراء الأداء، كما تشرفت بأن يناقشنى فى رسالة الماجستير، وهناك بدأت مرحلة جديدة من علاقتنا البحثية.
وتابعت: أدركت حينها كم كان الدكتور هناء حريصًا على طلابه، إذ فوجئت بأن لديه مجموعة من الخطط البحثية، وكان يطلب من كل من يرغب فى إشرافه أن يعرض خطته علي أولاً ليستمع إلى رأيي، وهو ما منحني خبرة مضاعفة، وتعلمت منه أضعاف ما تعلمته خلال سنوات الدراسة، وعندما شرعت في اختيار موضوع الدكتوراه، اقترح علي أن أتناول أثر المالتيميديا على الممثل، لكن للأسف لم يسعفه العمر ليستكمل معي رحلة الإشراف، غير أنه حتى آخر لحظة كان يستقبلني في منزله، لنراجع معًا الخطة ويدققها معي، وقد عمل معي على مدار عامين كاملين بكل حب وإخلاص.
وقالت أمينة حفيدة الدكتور هناء عبد الفتاح: رغم أنني لا أنتمي إلى خلفية مسرحية، فإنني كمصممة جرافيك، قررت أن يكون مشروع البكالوريوس الخاص بي عن جدي، لأكشف جانبًا ربما لا يعرفه كثيرون؛ فهو لم يكن مجرد ممثل بارع، بل موسوعة كبيرة وملهم في عالم المسرح، ومن خلال البحث اكتشفت أيضًا بعده الإنساني، فقد كان إنسانًا ملهمًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وأضافت: توفي جدي وأنا في التاسعة من عمري، لكنه ترك في نفسي أثرًا كبيرًا ظل يلازمني حتى قررت أن أخصص مشروع تخرجي للحديث عنه، كان هدفي من الكتاب أن أقول للناس: انظروا ماذا قدم هذا الرجل للمسرح، فقد بدأ جدي مسيرته من الإذاعة، ثم انطلق إلى المسرح، وقد ترك في حبًا عميقًا لهذا الفن وشعورًا بالانتماء إليه، حتى وإن لم أكن جزءًا مباشرًا من مجاله، إلا أن أثره الإنساني والفني سيبقى محفورًا في وجداني إلى الأبد.