أثبت محمد صلاح، نجم منتخب مصر وليفربول الإنجليزي، في مباراة الفراعنة أمام إثيوبيا مساء أمس الجمعة ضمن الجولة السابعة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، أن شارة القيادة لا تُقاس بالأهداف فقط، بل بالتضحيات وروح الجماعة.
المباراة التي انتهت بفوز المنتخب الوطني بهدفين نظيفين حملت لفتة رائعة حينما قرر صلاح ترك ركلة الجزاء الثانية لعمر مرموش، نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، رغم أن المدير الفني حسام حسن كان قد وضعه على رأس قائمة منفذي الركلات، ليفتح قرار صلاح الباب للحديث عن الجانب الإنساني والقيادي فى شخصية النجم المصري، بعيدًا عن الأرقام والألقاب.
محمد صلاح كان أمام فرصة ذهبية لتعزيز رصيده التهديفي فى التصفيات الأفريقية، حيث يمتلك حتى الآن 7 أهداف، بفارق هدف وحيد عن المتصدر دينيس بوانجا مهاجم الجابون (8 أهداف)، وتسديد الركلة كان سيمنحه الصدارة المشتركة، إلا أن “مو” فضل منح زميله مرموش الثقة، فى مشهد يعكس حرصه على مصلحة الفريق فوق الإنجاز الفردي.
الأمر لم يتوقف عند سباق الهدافين، بل امتد للمنافسة التاريخية داخل المنتخب، صلاح يملك حاليًا 59 هدفًا بقميص الفراعنة، ويقترب من رقم الأسطورة حسام حسن، الهداف التاريخي للمنتخب برصيد 68 هدفًا، ومع ذلك، فضل النجم المصري تأجيل الاقتراب خطوة إضافية، من أجل أن يحتفل مرموش بزيادة رصيده من الأهداف الدولية.
هذه التضحيات تكشف عن شخصية قائد يضع المصلحة العامة قبل المجد الشخصي، ويمنح زملاءه الدفعة المعنوية التي يحتاجونها،مشهد ترك صلاح لركلة الجزاء أكد أن منتخب مصر يمتلك نجمًا عالميًا يعرف أن الطريق إلى المونديال لا يمر فقط بالأهداف، بل بروح الفريق الواحد.
بهذه اللمسة الإنسانية، أثبت محمد صلاح أن القائد الحقيقي هو من يضحي بالأرقام ليصنع حالة من الانتماء والثقة بين لاعبي المنتخب، وهو ما قد يكون أحد مفاتيح الفراعنة نحو حجز بطاقة التأهل إلى مونديال 2026.