دائما ما كان يُنظر إلى كهف ليتشوغويلا فى نيو مكسيكو أنه مجرد تكوين ثانوى داخل منتزه كارلسباد كافيرنز الوطنى، لكن اكتشاف الرياح المتدفقة من قاعه فى خمسينيات القرن الماضى، دفع المستكشفين للبحث عما يخفيه الركام، وبعد 3 عقود من الحفر، نجحوا فى اختراقه ليكشفوا عن أحد أطول الكهوف وأكثرها تعقيدا فى العالم.
مناظر خلابة في الكهف
الكهف، الذى يمتد استكشافه حاليا إلى نحو 150 ميلا، يزخر بتكوينات جيولوجية مذهلة ومعادن نادرة، وقد منحت هذه الروعة الطبيعية منتزه كارلسباد كافيرنز لقب موقع تراث عالمى لليونسكو عام 1995، غير أن دخول الكهف يظل محدودا، إذ يُسمح به فقط للمستكشفين المدربين تدريبا عاليا وبخطط معتمدة مسبقا من هيئة المتنزهات الوطنية، وفقا لموقع mymodernmet.
صور من الكهف
وقد تعاون عالم الجيولوجيا والمصور ماكس ويسهاك مع مجموعة من المصورين والكتاب فى إعداد كتاب مصوَّر بعنوان “كهف ليتشوغويلا.. اكتشافات فى روعة مخفية”، لمشاركة جمال ليتشوغويلا مع العالم، وأشرفت على تحريره عالمة الأحياء الدقيقة هازل بارتون، وشارك فيه أبرز المستكشفين النشطين فى الكهف، ويقول ويسهاك إن المشروع كان وسيلة لنقل تجربتهم الاستثنائية، وإبراز العلم والجمال الفريدين اللذين يحتويهما الكهف.
صور مذهلة من الكهف
التقطت هذه الصور خلال رحلات استكشافية استمرت أسبوعا، وبمعدات محدودة للغاية، ويصف ويسهاك المهمة بأنها “فن تصوير الظلام”، حيث قلة الخيارات دفعتهم إلى حلول إبداعية للإضاءة والتركيب، الهدف، كما يوضح، هو أن تمنح الصور المشاهدين إحساسا قويا بالمكان، وتثير لديهم الدهشة نفسها التى شعر بها المستكشفون لحظة اكتشاف تلك الممرات.
صور ساحرة من الكهف
الكتاب لا يكتفى بعرض الصور، بل يسلط الضوء على تفاصيل الحياة والعمل تحت الأرض، وكيفية رسم خرائط الممرات الجديدة، إضافة إلى التدابير الدقيقة المتخذة للحفاظ على الكهف، بالنسبة لويسهاك، الجلوس داخل هذه “الكاتدرائية الطبيعية” المليئة ببلورات الجبس المتلألئة هو تجربة روحية تثير مشاعر عميقة من الرهبة والدهشة، وهكذا، يظل كهف ليتشوغويلا أيقونة طبيعية مبهرة، تجمع بين جمال نادر وأسرار علمية لا تزال تُكتشف مع كل خطوة جديدة فى أعماقه.
سقف الكهف