يعد الصداع من أكثر أنواع الألم شيوعًا، إذ يصيب الملايين حول العالم، وبينما يعانى الكثيرون من انزعاج فى جانبى الرأس، يعانى البعض من ألم مقتصر على الجانب الأيمن، وهو ما يعرف بصداع الجانب الأيمن، وتتراوح شدة هذا الصداع بين آلام خفيفة وشديدة نابضة، وقد يصيب الرأس أو العينين أو الفك أو الرقبة، حسبما أفاد تقرير موقع “Healthline”.
وتشمل أسبابه الصداع النصفى، وصداع التوتر، والحالات العصبية، والإفراط فى استخدام الأدوية، والالتهابات، أو عوامل نمط الحياة مثل التوتر والإرهاق، ويُعد تحديد نوع ومُسببات وشدة صداع الجانب الأيمن أمرًا أساسيًا لإدارة فعالة، والعلاج في الوقت المناسب، والوقاية من الألم المزمن أو المتكرر.
لماذا يؤلمك الجانب الأيمن من رأسك؟
يشير الصداع في الجانب الأيمن من الدماغ، إلى ألم أو انزعاج يصيب بشكل رئيسي الجانب الأيمن من الرأس، بما في ذلك فروة الرأس، وقاعدة الجمجمة، والعينين، والفك، والرقبة، ورغم أن الصداع قد يختلف في شدته ومدته وتكراره، إلا أنه نادرًا ما يكون ناتجًا مباشرةً عن أنسجة الدماغ، إذ يفتقر الدماغ نفسه إلى مستقبلات الألم، بل ينشأ الألم من الأوعية الدموية المحيطة، والأعصاب، والعضلات، والأنسجة الأخرى.
ووفقا لدراسة نشرت في مجلة الصداع، فإن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي في الجانب الأيمن أفادوا عمومًا بأيام صداع أقل حدة مقارنة بأولئك الذين يعانون من الصداع النصفي في الجانب الأيسر.
وتوصلت الأبحاث إلى أنه في حين أن معظم سمات الصداع النصفي، مثل المحفزات والأعراض المصاحبة لها، كانت متشابهة، فإن الصداع في الجانب الأيمن قد يسبب عبئًا أقل قليلاً.
أنواع الصداع التي تصيب الجانب الأيمن
قد تظهر أنواع مختلفة من الصداع غالبًا في الجانب الأيمن، حيث إن معرفة النوع تساعد في التشخيص والعلاج.. على النحو التالى:
الصداع النصفي
غالبًا ما يظهر الصداع النصفي على شكل ألم نابض، يصيب عادةً جانبًا واحدًا من الرأس، وغالبًا ما يصاحبه غثيان وقيء وحساسية شديدة للضوء أو الصوت، وفي بعض الحالات، قد يشعر المصابون بهالة قبل بدء الصداع، والتي قد تشمل اضطرابات بصرية أو حتى فقدانًا مؤقتًا للرؤية، وتشمل المحفزات الشائعة التغيرات الهرمونية، والتعرض للأضواء الساطعة، والضوضاء الصاخبة، والتوتر، وتفويت الوجبات، وبعض الأطعمة أو المشروبات.
يتضمن العلاج بشكل عام تناول مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية، والأدوية الموصوفة طبيًا، والعلاجات الوقائية، وتعديلات نمط الحياة التي تهدف إلى تحديد وتجنب محفزات معينة.
الصداع العنقودى
تتميز هذه النوبات بألم شديد حول عين واحدة، قد يمتد إلى الوجه والرقبة والكتفين، وتشمل الأعراض الأخرى الآرق، وسيلان الدموع والأنف، ويحدث الصداع العنقودى بشكل دورى مع فترات هدوء، وهو أكثر شيوعًا لدى الذكور، وقد تزيد عوامل مثل التدخين من خطر الإصابة به، مع أنه لا يوجد علاج شافٍ، إلا أن الأدوية يمكن أن تساعد فى تقليل شدة النوبات وتكرارها.
الصداع الناتج عن التوتر
عادةً ما يسبب صداع التوتر ألمًا خفيفًا ومؤلمًا مع شعور بضيق في الرقبة والكتفين، بالإضافة إلى ضغط على الرأس، وقد يحدث أحيانًا أو يصبح مزمنًا، ويتكرر لأكثر من 15 يومًا في الشهر، ويشمل العلاج عادة مسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية، وتعديلات في نمط الحياة، وإدارة التوتر، وتجنب العوامل المُحفزة.
الصداع الهرمونى
يرتبط هذا الصداع بتقلبات مستويات هرمون الإستروجين لدى النساء أثناء فترة الدورة الشهرية، أو الحمل، أو انقطاع الطمث، أو استخدام موانع الحمل الفموية، وعادةً ما يظهر على شكل ألم نابض مصحوب بغثيان وحساسية للضوء، وغالبًا ما يؤثر على الصدغين أو الجبهة، مسببًا التعب وتقلبات المزاج والانفعال، ويمكن التحكم فيه بتعديل نمط الحياة، وشرب الماء، وتقليل التوتر، والعلاج الطبي المناسب عند الضرورة.
الصداع المزمن
يُعرف الصداع المزمن بأنه صداع يحدث لمدة 15 يومًا أو أكثر شهريًا، وقد ينتج عن الصداع النصفي المزمن أو صداع التوتر، ويُعد التقييم الطبي الدقيق ضروريًا لتحديد السبب الكامن وضمان العلاج الفعال.
الأسباب الشائعة للصداع في الجانب الأيمن
يمكن أن يكون للصداع الأيمن عدة أسباب، بما في ذلك عادات نمط الحياة، والعوامل العصبية، والطبية، والبيئية.. على النحو التالى..
عوامل نمط الحياة
غالبًا ما تلعب خيارات نمط الحياة دورًا في إثارة الصداع: مثل التوتر والقلق والشعور بالتعب أو قلة النوم، وتخطي الوجبات أو التقلبات في نسبة السكر في الدم، والإجهاد العضلي في الرقبة والكتفين، والإفراط في استهلاك الكافيين أو الانسحاب منه، ومعالجة هذه العوامل من خلال إدارة التوتر، وتناول الوجبات بانتظام، وممارسة التمارين الرياضية، يمكن أن يساعد في تقليل تكرار الصداع.
الصداع المرتبط بالأدوية
الإفراط في استخدام الأدوية، وخاصة مسكنات الألم أو علاجات الصداع النصفي، يمكن أن يسبب الصداع، المعروف باسم الصداع الناجم عن الإفراط في تناول الأدوية.
الأسباب العصبية
يمكن أن تؤدي بعض الحالات العصبية إلى الألم في جانب واحد.. على النحو التالى..
التهاب العصب القذالي.. يسبب الالتهاب أو الضرر الذي يصيب العصب القذالي ألمًا حادًا في مؤخرة الرأس والرقبة، مع حساسية للضوء في بعض الأحيان.
التهاب الشرايين الصدغية.. تؤدي الشرايين الملتهبة في الرأس والرقبة إلى آلام شديدة، وعدم راحة في الفك، وتعب.
ألم العصب الثلاثي التوائم.. وهى حالة عصبية مزمنة تسبب ألمًا شديدًا وطعنًا في الوجه، عادةً على جانب واحد.
الأسباب الطبية للصداع
وتشمل العوامل الطبية الأخرى التي قد تساهم في حدوث الصداع.. ما يلي..
الاستعداد الوراثي.
القلق واضطرابات المزاج.
انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم.
صرير الأسنان وشد الفك.
العدوى والحساسية
يمكن أن تسبب التهابات الجيوب الأنفية ضغطًا وألمًا خلف العينين وعظام الخد، وغالبًا ما تؤثر على جانب واحد من الرأس، ويمكن أن تؤدي التفاعلات التحسسية أيضًا إلى إثارة الصداع بسبب الالتهاب.
الحالات الخطيرة
على الرغم من ندرة حدوثها إلا أن الحالات الأكثر خطورة قد تسبب الصداع في الجانب الأيمن، مثل التعرض لصدمة في الرأس، والسكتة الدماغية، وتمدد الأوعية الدموية، والأورام (حميدة أو خبيثة)، وفى هذه الحالة يجب طلب المشورة الطبية خاصة إذا كان الصداع مفاجئًا أو شديدًا أو مرتبطًا بأعراض أخرى مثيرة للقلق.
متى يجب رؤية الطبيب؟
اطلب العناية الطبية إذا كان صداع الجانب الأيمن لديك مفاجئ أو شديد ويتفاقم مع مرور الوقت ومصحوبًا بأعراض عصبية مثل تغيرات الرؤية أو الخدر أو الضعف، ويحدث بعد إصابة في الرأس ولا يستجيب للعلاج القياسي، حيث يجب استشارة الطبيب لتشخيص الأسباب الكامنة وطلب الفحوصات والأشعة إذا لزم الأمر والتوصية بالعلاج المناسب.