إذا لم تتمكن من الحصول على قسط كافٍ من النوم بانتظام، فقد تكون معرضًا لخطر كبير للإصابة بأمراض مزمنة، لأن قلة النوم لا تسبب لك إرهاقًا ذهنيًا فحسب، بل تؤثر سلبًا على صحتك الجسدية، وقد تؤدي إلى الوفاة، وفقًا لتقرير موقع “تايمز أوف انديا”.
وقد وجدت دراسة أُجريت عام 2019 أن النوم أقل من ست ساعات قد يزيد من خطر الإصابة بالأمراض، بل وحتى الوفاة المبكرة، ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة جمعية القلب الأمريكية.
قلة النوم مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان والوفاة المبكرة
ووجد الباحثون أن الأشخاص في منتصف العمر الذين يعانون من حالات مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكر من النوع 2، وأمراض القلب يواجهون خطرًا أكبر للإصابة بالسرطان والوفاة المبكرة إذا كانوا ينامون أقل من ست ساعات يوميًا.
ماذا تقول الدراسة؟
تشير الدراسة إلى أن الحصول على نوم طبيعي قد يكون وقائيًا لبعض الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات الصحية المزمنة، ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ما إذا كان تحسين النوم وزيادة مستوياته من خلال العلاجات الطبية أو السلوكية يمكن أن يقلل من خطر الوفاة المبكرة.
ولفهم العلاقة بين سوء جودة النوم وخطر الإصابة بالأمراض المزمنة وحتى الوفاة المبكر، قام الباحثون بتحليل بيانات أكثر من 1600 بالغ (من 20 إلى 74 عامًا، وأكثر من نصفهم من النساء) من مجموعة البالغين بجامعة ولاية بنسلفانيا.
صُنِّف المشاركون إلى مجموعتين: المصابون بارتفاع ضغط الدم في المرحلة الثانية أو داء السكر من النوع الثاني، والمصابون بأمراض القلب أو السكتة الدماغية، دُرِسوا في مختبر النوم (1991-1998) لمدة ليلة واحدة، ثم تتبع الباحثون أسباب وفاتهم حتى نهاية عام 2016.
النتائج
كانت نتائج الدراسة مذهلة، فقد وجدت الدراسة أن ثلث المتوفين، وعددهم 512 شخصًا، ماتوا بسبب أمراض القلب أو السكتة الدماغية، بينما توفي الربع بسبب السرطان، وتضاعف خطر الوفاة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية لدى المشاركين المصابين بارتفاع ضغط الدم أو السكري، والذين ناموا أقل من 6 ساعات، أما المصابون بأمراض القلب أو السكتة الدماغية، والذين ناموا أقل من 6 ساعات، فتضاعف خطر الوفاة بالسرطان لديهم ثلاثة أضعاف، وكان خطر الوفاة المبكرة لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم أو السكري ضئيلًا للغاية إذا ناموا لأكثر من 6 ساعات.
رأي الخبراء وفقًا للباحثين، فإن قلة النوم تُضر بالصحة، وتزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، كما تُؤدي إلى الوفاة المبكرة، وقال الباحثون إنه ينبغي إدراج قلة النوم كعامل خطر مُفيد للتنبؤ بالنتائج طويلة المدى للأشخاص الذين يُعانون من هذه الحالات الصحية، وكهدف للممارسات السريرية الأولية والمتخصصة، إن تحديد الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل نوم مُحددة بشكل أفضل من شأنه أن يُؤدي إلى تحسين الوقاية، واتباع أساليب علاجية أكثر شمولًا، وتحقيق نتائج أفضل على المدى الطويل، وتقليل الحاجة إلى الرعاية الصحية.