يقترح علماء الفلك تصميمًا جديدًا لتلسكوب فضائي يتميز بمرآة رئيسية مستطيلة وطويلة بدلًا من الشكل الدائرى التقليدى، ويهدف هذا الابتكار إلى تمكين العلماء من تصوير مباشر للكواكب الشبيهة بالأرض التى تدور حول نجوم قريبة، وهى مهمة لا تستطيع التلسكوبات الحالية إنجازها بدقة.
وتعد المرآة المقترحة بأبعاد تقارب 20 مترًا × 1 متر تتمتع بقدرة فائقة على الفصل بين الأجرام السماوية، تكفى لرصد كوكب بحجم الأرض يدور حول نجم شبيه بالشمس على بعد 30 سنة ضوئية باستخدام الأشعة تحت الحمراء.
مميزات التصميم الجديد
وتركز المرآة المستطيلة مساحتها فى اتجاه واحد، ما يمنحها دقة أعلى على طول محورها الطويل،على سبيل المثال، عند طول موجى يبلغ 1 ميكرون، يحقق التلسكوب بدقة 20×1 متر وضوحًا يصل إلى 0.1 ثانية قوسية، بينما التلسكوب الدائرى المماثل فى المساحة يفشل فى الفصل بين الكوكب والنجم.
وللتغلب على محدودية الاتجاه الواحد، يمكن تدوير التلسكوب 90 درجة لالتقاط صور إضافية تغطى جميع زوايا المدارات المحتملة، كما يتميز التصميم بإمكانية طيه بشكل مدمج لإطلاقه على الصواريخ الحالية، باستخدام قطع مرايا مجزأة وتقنيات مشابهة لتلسكوب جيمس ويب الفضائى، دون الحاجة لتقنيات جديدة معقدة.
البحث عن عوالم صالحة للحياة
ويتطلب تصوير الكواكب الشبيهة بالأرض بشكل مباشردقة هائلة وتقنيات متقدمة لتقليل وهج النجوم، وقد أظهرت المحاكاة أن تلسكوبًا بالأبعاد 20×1 متر قادر على اكتشاف نحو 11 كوكبًا بحجم الأرض فى غضون عام واحد، يرتفع العدد إلى نحو 27 كوكبًا خلال 3.5 سنوات، مع إمكانية دراسة غلافها الجوى والبحث عن مؤشرات الحياة مثل الأوزون.
هذا الرقم يتماشى مع هدف ناسا الذى يسعى لرصد ما لا يقل عن 25 عالمًا صالحًا للحياة، ما يعنى أن التلسكوب المستطيل قد يمثل نقلة نوعية فى مساعى البشر لاكتشاف كواكب شبيهة بالأرض ضمن حدود قريبة نسبيًا من نظامنا الشمسي.