قالت مجلة Newsweek ، إنه قد يكون الدواء الموصوف عادة أكثر فعالية من الأسبرين للوقاية من أمراض القلب على المدى الطويل، حيث تشير تحليلات أجريت على ما يقرب من 29 ألف مريض يعانون من مرض الشريان التاجي إلى أن عقار كلوبيدوجريل وهو الإسم العلمى لعقار لسيولة الدم أكثر فعالية من الأسبرين في الوقاية من الأمراض القلبية والسكتة الدماغية الخطيرة – دون زيادة خطر النزيف الشديد.
وهذا يتحدى التوصية باستخدام الأسبرين كعلاج افتراضي للوقاية الثانوية لدى مرضى الشريان التاجي، وفقًا لبحث دولي.
قال مؤلف الدراسة وأستاذ طب القلب بجامعة إيطاليا في سويسرا، ماركو فالجيميجلي، لمجلة نيوزويك، إن هذا أول دليل قاطع على أن الكلوبيدوجريل أكثر فعالية وأمانًا من الأسبرين لدى مرضى الشريان التاجي، موضحا، إنه قد أجرينا بعض التجارب السابقة التي أشارت إلى ذلك، ولكن لم يكن لأي منها قوة قاطعة لإثبات ذلك.
يتطلب مرض الشريان التاجي، الذي يتسم بضيق شرايين القلب، عادةً علاجًا مدى الحياة لمنع النوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
يتم وصف الأسبرين منذ سنوات إلى أجل غير مسمى للمرضى الذين يعانون من مرض الشريان التاجي، ولكن الأدلة التي تدعم فوائده وسلامته على المدى الطويل كانت محدودة، وفقا للدراسة.
توصل تحليل جديد لـ 7 تجارب سريرية إلى أن المرضى الذين يتناولون كلوبيدوجريل لديهم خطر أقل بنسبة 14 في المائة للإصابة بأحداث قلبية وعائية أو دماغية ضارة كبرى (بما في ذلك النوبة القلبية أو السكتة الدماغية أو الوفاة القلبية الوعائية) مقارنة بمن يتناولون الأسبرين.
والأمر الحاسم هو أن معدلات النزيف الشديد كانت متشابهة بين العقارين، وهو ما “بدد المخاوف” من أن كلوبيدوجريل قد يؤدي إلى المزيد من مضاعفات النزيف.
وأوضح فالجيميجلي قائلاً: “هناك تصور واسع الانتشار في المجتمع، وخاصة بين الجراحين، بأن عقار كلوبيدوجريل يرتبط بخطر نزيف أكبر من الأسبرين”.
واستندت الدراسة إلى “مجموعات متنوعة من المرضى”، بما في ذلك أولئك الذين خضعوا لإجراءات مثل تركيب الدعامة أو عانوا من متلازمة الشريان التاجي الحادة – وتحليل مجموعات فرعية مختلفة سمح للفريق بالتأكد من أن النتائج تنطبق على نطاق واسع.
وكان أحد النتائج الرئيسية هو أن حتى المرضى الذين قد يستجيبون بشكل أقل لدواء كلوبيدوجريل بسبب عوامل وراثية أو سريرية ما زالوا يستفيدون من استخدامه مقارنة بالأسبرين.
ويشير هذا إلى أن كلوبيدوجريل يجب أن يُعتبر الدواء المضاد للصفيحات طويل الأمد المفضل للمرضى الذين يعانون من مرض الشريان التاجي.
وقال المؤلفون، إنه نظرًا لأن كلا الدواءين متاحان على نطاق واسع، فإن النتائج لديها القدرة على التأثير على المبادئ التوجيهية السريرية في جميع أنحاء العالم وتحسين نتائج المرضى.
يقول فالجيميجلي: “يؤدي كلوبيدوجريل إلى خفض خطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب والسكتة الدماغية بنسبة تقارب 20%، ومع الأخذ في الاعتبار مدة العلاج الطويلة، قد يُترجم هذا إلى عدد قليل جدًا من الجرعات اللازمة للعلاج لتجنب إحدى هاتين الحالتين مقارنةً بالأسبرين”.
واستنتج الباحثون أن دراستهم تضيف إلى الأدلة أن عقار كلوبيدوجريل وحده يتفوق على الأسبرين في الوقاية من ما يسمى “الأحداث القلبية والدماغية الوعائية الضارة الكبرى”، كما تدعم استخدام كلوبيدوجريل بدلاً من الأسبرين للوقاية الثانوية في المرضى الذين يعانون من مرض الشريان التاجي، وستكون هناك حاجة إلى مزيد من التحقيقات ــ بما في ذلك تقييم فعالية كلوبيدوجريل من حيث التكلفة، فضلاً عن دراسات سكانية أوسع نطاقاً ــ لدعم أي تغييرات مستقبلية في معايير العلاج.