الرغبة الشديدة في تناول الحلويات بعد العشاء تجربة شائعة لدى الكثيرين، ولا يقتصر الأمر على فقدان السيطرة على النفس، بل تتأثر هذه الرغبة الشديدة بمزيج من العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية، من تقلبات سكر الدم إلى نظام المكافأة في الدماغ، لدى جسمك أسباب عديدة تدفعك للرغبة في تناول الحلويات ليلاً، وهو ما يوضحه تقرير موقع “تايمز أوف انديا”.
فهم أسباب الرغبة الشديدة في تناول الحلويات ليلًا يُمكن أن يُساعدك على إشباعها بطريقة صحية، مما يُسهّل عليك الاستمتاع بالحلويات دون الإفراط في تناولها.
تشتهي تناول الحلويات بعد العشاء.. 6 أسباب وراء ذلك ونصائح للتوقف عنها:
تناول الكثير من السكر قد يؤدي إلى إثارة الرغبة الشديدة في تناوله
إن تقييد تناول السكر أو بعض الأطعمة بشكل صارم قد يؤدي إلى ظاهرة تُسمى الحرمان المُدرَك، ووفقًا لدراسة نُشرت في المعاهد الهندية للصحة، حتى لو لم يكن جسمك يعاني من نقص غذائي، فإن دماغك قد يفسر هذا التقييد على أنه خسارة، ويشتهى بشدة تناول الأطعمة التي تتجنبها، كما أن الاشتهاء غالبًا ما يكون استجابة مكتسبة، لأنه عندما تحرم نفسك من الحلويات، يزيد دماغك من رغبته فيها، مما يزيد من احتمالية تناولك للحلويات بعد الوجبات.
ـ يمكن أن يُساعد اتباع نهج معتدل في تناول السكر، بدلًا من الامتناع عنه تمامًا، في تقليل هذه الاشتهاءات بعد العشاء.
إعلانات الطعام تزيد من رغبتك في تناول الحلويات
تلعب بعض الإشارات حولنا دورًا هامًا في تشكيل الرغبة الشديدة في تناول الطعام، وفي عالمنا اليوم، فإن تعرضنا المستمر لإعلانات الطعام على وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى العروض على الأطعمة يجعلنا نشتهى الحلويات، وتُظهر دراسة نُشرت في مجلة ScienceDirect أن التعرض لمحفزات الطعام يمكن أن يزيد من إفراز اللعاب، ومعدل ضربات القلب، ونشاط الهرمونات، وكلها عوامل تُنبّه الدماغ للبحث عن مكافأة.
ـ تُنشّط هذه المحفزات نظام المكافأة في الدماغ، مما يزيد من احتمالية تناولك للحلويات، حتى لو لم تكن تشعر بالجوع، لذلك فإن الوعي بهذه المحفزات والحد من التعرض غير الضروري لها يُساعد في كبح هذه الرغبة الشديدة.
السكر ينشط نظام المكافأة في دماغك
طعم السكر لا يقتصر على إرضاء حاسة التذوق، بل يحفز دوائر المكافأة في الدماغ، وتناول الحلويات يعزز إفراز هرموني السيروتونين والدوبامين، وهما هرمونا الشعور بالسعادة، ولذلك غالبًا ما يتضمن تناول الطعام بدافع التوتر أو الانفعال تناول أطعمة سكرية، ومع أن الإفراط في تناول الحلويات قد يُحسن المزاج مؤقتًا، ولكن الدراسات تُشير إلى أن تأثيره قصير الأمد، ومع مرور الوقت، قد يُقلل تناول كميات كبيرة من السكر من مستويات الدوبامين الأساسية، مما يُقلل من الشعور بالمتعة على المدى الطويل.
ـ إدراك أن السعادة الناتجة عن السكر مؤقتة يُمكن أن يُساعدك على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا بشأن تناول الحلويات.
اختلال توازن السكر في الدم قد يؤدي إلى الرغبة الشديدة في تناول السكر
تناول وجبات غنية بالكربوهيدرات المكررة، وقليلة البروتين والألياف والدهون الصحية، قد يُسبب ارتفاعًا مفاجئًا في سكر الدم، يتبعه انخفاض، وغالبًا ما تُحفز هذه التقلبات الرغبة الشديدة في تناول مصادر الطاقة السريعة، مثل الحلويات، وقد تزيد استجابة الجسم للأنسولين عند تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات، مما يُسبب انخفاضًا في سكر الدم ورغبة متكررة في تناول الوجبات الخفيفة السكرية، ولتجنب ذلك، احرص على تناول وجبات متوازنة تحتوي على البروتين والألياف والدهون الصحية، وهذا من شأنه أن يُحافظ على استقرار مستويات السكر في الدم ويُقلل من الرغبة الشديدة في تناول الحلويات بعد العشاء.
ـ تناول أطعمة غنية بالمغنيسيوم والكروم ومضادات الأكسدة يُعزز عملية أيض الجلوكوز، ويُساعد في الحد من الرغبة الشديدة في تناول السكر بشكل طبيعي.
تسعى براعم التذوق لديك إلى التنوع بعد تناول الوجبة
يُفسر مفهوم الشبع الحسي سبب اشتهائك للحلويات بعد العشاء، فبمجرد أن تتناول ما يكفي من نكهة معينة، عادةً ما تكون مالحة، يبحث جسمك تلقائيًا عن مذاق مختلف، ولهذا السبب غالبًا ما تشعر برغبة لا تُقاوم في تناول الحلويات حتى بعد تناول وجبة كاملة.
ـ يمكن لإضافة مجموعة متنوعة من النكهات، بما في ذلك الحلو والحامض والمر والمالح، إلى الوجبة الرئيسية، في تقليل الشعور بالرغبة في تناول السكريات، لأن هذا يُرضي براعم التذوق لديك، وربما يُقلل من كمية الحلويات التي تتناولها.
تصل الرغبة الشديدة إلى ذروتها بشكل طبيعي في الليل
تشير دراسة نُشرت في المعاهد الهندية للصحة (NIH) إلى أن الساعة البيولوجية للجسم تزيد من الجوع والرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الحلوة والنشوية والمالحة في المساء، وبالمثل، تميل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات إلى الازدياد على مدار اليوم، وتبلغ ذروتها في المساء.
ـ إدراك هذا النمط يمكن أن يساعدك في التخطيط لوجبات خفيفة مسائية صحية والتحكم بشكل أفضل في الإفراط في تناول الطعام في وقت متأخر من الليل.
كيفية إشباع رغبتك في تناول الحلويات بطريقة صحية
لا بأس في تناول الحلويات من حين لآخر، ولكن من المهم الانتباه إلى كمية السكر المُتناولة، خاصةً في الليل، وهناك طرق بسيطة تساعدك على الاستمتاع بالحلويات دون الإفراط في تناولها.. على النحو التالى:
تناول قطعة فاكهة تُعد خيارًا حلو بطبيعته، فهي تُوفر الألياف والعناصر الغذائية.
تناول مشروبات الشوكولاتة أو الفانيليا، أو الشوكولاتة الساخنة المصنوعة من الحليب الخالي من الدسم، أو الزبادي المُحضر منزليًا، كلها بدائل تُرضي رغباتك الشديدة مع الحفاظ على مستويات السكر في الدم والسعرات الحرارية.