لا تزال السكتات الدماغية أحد الأسباب الرئيسية للوفاة والإعاقة فى العالم، إذ تصيب الملايين سنويًا، وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 12 مليون شخص يُصابون بسكتة دماغية سنويًا، مع حوالى 6.5 مليون حالة وفاة حول العالم، وفى المملكة المتحدة، يُصاب شخص بسكتة دماغية كل خمس دقائق، وبينما يُسهم العمر والعوامل الوراثية فى زيادة خطر الإصابة، تلعب عادات نمط الحياة دورًا رئيسيًا فى الوقاية، وفقًا لتقرير موقع “تايمز أوف إنديا”.
ومن السلوكيات الضارة بشكل غير متوقع الجلوس لفترات طويلة، وهى عادة شائعة يغفل عنها الكثيرون بعد الظهر، كما أن فترات الخمول الطويلة تُضعف الدورة الدموية، وترفع ضغط الدم، وتُعزز زيادة الوزن، وكلها عوامل تزيد بشكل غير ظاهر من احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية مع مرور الوقت.
لماذا يزيد الجلوس لفترة طويلة من خطر الإصابة بالسكر؟
توصلت دراسة واسعة النطاق نشرت فى مجلة JAMA Cardiology إلى أن البالغين الذين جلسوا لأكثر من 10 ساعات يوميًا لديهم خطر أعلى بكثير للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما فى ذلك السكتة الدماغية، مقارنة بأولئك الذين يتحركون بانتظام.
والسبب هو..
ضعف الدورة الدموية.. عند الجلوس لساعات طويلة، يتباطأ تدفق الدم، وخاصة في الساقين، مما يزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم.
ارتفاع ضغط الدم.. يساهم السلوك المستقر في ارتفاع ضغط الدم، وهو أحد أقوى المؤشرات على الإصابة بالسكتة الدماغية.
زيادة الوزن واختلال توازن الكوليسترول.. يؤدي الجلوس إلى تقليل حرق السعرات الحرارية، مما قد يؤدي إلى السمنة وارتفاع الكوليسترول، وكلاهما مرتبط بخطر السكتة الدماغية.
مقاومة الأنسولين.. يمكن أن يؤدى عدم القيام بأى نشاط لفترات طويلة إلى تفاقم السيطرة على نسبة السكر في الدم، مما يؤدي إلى تفاقم مخاطر القلب والأوعية الدموية، حتى لو كنت تمارس الرياضة بشكل يومي، فإن الجلوس لفترات طويلة طوال اليوم قد يتعارض مع العديد من هذه الفوائد.
كيفية تقليل وقت الجلوس أثناء النهار
تقليل وقت الجلوس لا يعنى تجنب الراحة تمامًا، بل يعني كسر فترات الخمول بالحركة، وتشير الأبحاث المنشورة في مجلة (Stroke)، التابعة لجمعية القلب الأمريكية، إلى أنه حتى فترات الراحة القصيرة من النشاط البدني تخفض ضغط الدم وتُحسن الدورة الدموية.
طرق بسيطة لزيادة الحركة للوقاية من السكتة الدماغية
التحرك بشكل أكبر.. قف وقم بالتمدد كل 30 إلى 60 دقيقة
المشي أثناء المكالمات الهاتفية أو استخدم السلالم بدلاً من المصاعد كلما كان ذلك ممكنًا، حاول التبديل بين الجلوس والوقوف، قم بإيقاف سيارتك في مكان أبعد وامشِ لفترة من اليوم سيرًا على الأقدام، احرص على المشي لمسافات قصيرة بعد تناول وجبة الغداء للمساعدة في الهضم والدورة الدموية، ومع مرور الوقت، تؤدي هذه التعديلات الصغيرة إلى فوائد كبيرة لصحة القلب والأوعية الدموية لديك.
3 عادات شائعة أخرى يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
في حين أن الجلوس لفترات طويلة يُعد سببًا رئيسيًا للسكتة الدماغية، إلا أن عادات يومية أخرى قد تزيد أيضًا من احتمالية الإصابة بها .. ويمكن الوقاية من العديد من هذه المخاطر بتغيير نمط الحياة..
تناول كميات كبيرة من الملح
يرتبط الإفراط في تناول الصوديوم ارتباطًا وثيقًا بارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر رئيسي للسكتة الدماغية، وقد أكدت دراسة نُشرت عام 2021 في مجلة القلب الأوروبية أن زيادة تناول الملح يوميًا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب.
سوء جودة النوم
يلعب النوم دورًا أساسيًا فى تعزيز صحة الدماغ والأوعية الدموية، وقد وجدت دراسة نُشرت في مجلة علم الأعصاب أن قلة النوم (أقل من 6 ساعات) وكثرة النوم (أكثر من 9 ساعات) ترتبطان بارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
عدم السيطرة على ارتفاع ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم، الذي يُطلق عليه غالبًا “القاتل الصامت”، هو أهم عامل خطر قابل للتعديل للإصابة بالسكتة الدماغية، ووفقًا لمؤسسة القلب البريطانية، فإن خفض ضغط الدم إلى مستوياته الطبيعية يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تصل إلى 50%.