كشفت تقارير إعلامية عبرية عن اتساع غير مسبوق فى دوائر المقاطعة الاقتصادية والأكاديمية والفنية لإسرائيل حول العالم، ووصفت الظاهرة بأنها أقرب إلى “تسونامى سياسى” يهدد مستقبل الصادرات ومكانة تل أبيب فى الأسواق والمعارض الدولية.
وأفادت القناة الإسرائيلية 12 بأن الشركات الإسرائيلية تواجه صعوبات متزايدة في تسويق منتجاتها بسبب رفض عالمي متنامٍ لعبارة “صنع فى إسرائيل”، مؤكدة أن قطاعات واسعة من الأسواق الدولية لم تعد تقبل التعامل مع السلع الإسرائيلية.
ونقلت القناة عن نيني جولدفاين، نائب مدير شركة استشارات، قوله إن المقاطعة التى كانت هادئة أصبحت “علنية وصاخبة”، ما انعكس مباشرة على حجم تعاملات الشركات بالخارج.
كما أشار مزارعون إسرائيليون إلى أن محاصيلهم تتكدس فى الحقول بعد أن امتنعت شبكات تجارية كبرى عن شراء منتجاتهم خشية ردود فعل المستهلكين، فيما أكد مديرأحد الشركات للمنتجات الصحية أن موزعين فى أوروبا رفضوا تسويق بضائعه بسبب بلد المنشأ، حتى الرمز التجارى الإسرائيلى (792) بات سبباً فى العزوف عن الشراء.
وأضاف أن عقوداً بملايين الدولارات مهددة بالضياع، لافتاً إلى أنه تلقى في أحد المعارض ببولندا نصيحة بعدم التحدث بالعبرية، وهو ما اعتبره مؤشراً سلبياً على صورة إسرائيل فى الخارج.
من جهته، حذر جولدفاين من أن شركات كبرى في آسيا والمحيط الهادئ تتراجع عن التعاون مع إسرائيل تحت ضغط مجتمعي وأخلاقي، مؤكداً أن الظاهرة آخذة في الاتساع بوتيرة يصعب تجاهلها.
وفي السياق نفسه، تناولت القناة 13 موقف شركة الطيران “رايان إير”، التي ترددت في استئناف رحلاتها إلى تل أبيب، وسط تقديرات بأن القرار يرتبط بأسباب سياسية، كما رصدت وسائل الإعلام انضمام آلاف الفنانين إلى حملات المقاطعة الثقافية، بينهم نجوم هوليود بارزون وقعوا على عريضة لمقاطعة السينما الإسرائيلية.
وامتد الجدل إلى مسابقة “يوروفيجن” 2026 المقررة في فيينا، حيث لوّحت دول أوروبية مثل أيرلندا وآيسلندا وسلوفينيا بالانسحاب إذا شاركت إسرائيل، بينما طالبت إسبانيا باستبعادها نهائياً ووصفتها بأنها “دولة إبادة جماعية”، على غرار ما حدث مع روسيا عقب غزو أوكرانيا.
ووفق مراسلي القنوات العبرية، فإن القرار بشأن مشاركة إسرائيل في المسابقة بات مرهوناً بتصويت الاتحاد المنظم، وسط توقعات سلبية لإمكانية قبولها.