تعيش كثير من الأمهات صعوبة بالغة في التعامل مع بناتهن خلال فترة المراهقة، تلك المرحلة الحرجة التي تمثل انتقالًا من الطفولة إلى النضج. تتغير شخصية الفتاة، وتزداد حساسيتها، وتبحث عن استقلاليتها، ما يجعل علاقتها بالأم عرضة للتوتر أو سوء الفهم. لكن الحقيقة أن هذه المرحلة، رغم صعوبتها، يمكن أن تتحول إلى فرصة لبناء صداقة قوية وعلاقة ثقة تدوم لسنوات طويلة، إذا أحسنت الأم احتواء ابنتها. وفيما يلي بعض النصائح العملية الموجهة للأمهات حسب موقع Girlsontherun:
شاركيها يومها بكل تفاصيله
ابدئي دائمًا محادثة بسيطة مع ابنتك عن أنشطتها اليومية. اسأليها عن المدرسة، عن أصدقائها، أو حتى عن أصغر المواقف التي مرت بها. وفي المقابل، احكي لها أيضًا عن يومك وانشغالاتك. هذا التبادل الصادق يخلق مساحة طبيعية للحوار، ويجعلها تشعر أنكِ قريبة منها بالفعل.
اجعلي الضحك جزءًا من العلاقة
المراهقات يعشقن المرح، لذلك لا تترددي في إدخال حس الفكاهة على حديثك معها. أطلقي نكتة، أو شاركيها موقفًا مضحكًا من يومك، أو قومي بتصرف عفوي يرسم البسمة على وجهها. ستندهشين من مدى تأثير هذه اللحظات الصغيرة في تخفيف التوتر وبناء علاقة دافئة.
ابحثي عن اهتمامات مشتركة
خصصي وقتًا لممارسة أنشطة تستمتعين بها مع ابنتك: حضرا وصفة طعام جديدة، أو شاهدا فيلمًا مفضلًا، أو اذهبا للتسوق معًا. هذه اللحظات تعزز الترابط وتمنحكما ذكريات جميلة تعودان إليها لاحقًا في لحظات الخلاف.
كوني صديقة قبل أن تكوني رقيبة
المراهقة تبحث عن قدوة وصديقة أكثر من بحثها عن سلطة. لذلك، حاولي أن تكوني مصدر إلهام لها بسلوكك وطريقة تعاملك مع المواقف. اسمحي لها بحرية الاختيار، وادعميها عندما تخطئ بدلًا من توجيه اللوم القاسي. تذكري أن السيطرة الزائدة تباعد بينكما بدل أن تقربكما.
امنحيها مساحتها الخاصة
ابنتك تحتاج إلى وقت مع صديقاتها، أو لحظات من العزلة، وهذا أمر طبيعي. لا تفسري ذلك على أنه ابتعاد عنكِ، بل كبرهان على نضجها وبحثها عن استقلالها. باحترامك لهذه المساحة، ستعود إليكِ بإرادتها عندما تحتاج إلى دعمك.
استخدمي التكنولوجيا للتقرب منها
في عصر الرسائل السريعة، يمكنكِ أن تعبري عن حبك ببساطة عبر رسالة قصيرة أو صورة لطيفة. أخبريها كم تعنين لكِ، أو اكتبي لها جملة مشجعة قبل امتحان أو نشاط مهم. هذه اللمسات الرقمية الصغيرة قد تكون لها قيمة عاطفية كبيرة.
لا تنسي اللمسات المادية والرمزية
الهدايا البسيطة المدروسة، سواء في المناسبات أو حتى دون سبب، قادرة على إدخال السعادة لقلبها. قد تكون كتابًا تعلم أنها تحبه، أو قطعة إكسسوار صغيرة، أو حتى رسالة مكتوبة بخط يدك. المهم أن تشعر أن وراء الهدية حبًا واهتمامًا حقيقيًا.
كوني سندها عند الحاجة
لا تترددي في التدخل بلطف عندما تواجه ابنتك مشكلة، سواء في الدراسة أو مع صديقاتها أو حتى في مشاعرها العاطفية الأولى. قدمي لها النصيحة، لكن اتركي لها حرية القرار لتتعلم الاعتماد على نفسها. فهي بحاجة لمعرفة أنكِ دائمًا هناك، تساندينها دون فرض نفسك.
الام وابنتها
